تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ

بسم الله والحمد لله .. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
ثم أما بعد ...
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَتَدَاوَى ؟ قَالَ : " تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا وَقَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إِلا هَذَا الْهَرَمِ " .
ويقول الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى : { إنما العلم علمان : علم الدين وعلم الدنيا . فالعلم الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب )). 

ويُروى عن الشافعى رحمه الله أيضاً أنه قال (( لا أعلم بعـد الحلال والحرام أنبل من الطب ، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه)). وعنه رحمه الله أنه كان يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب } وكان رحمه الله يقول : { ضيعوا ثلث العلم ووُكِلوا إلى اليهود والنصارى }
وقال أبو قراط
(( ليكن غذاؤك دواؤك ... وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه ))
    لقد تنامى الاهتمام فى الأوساط الطبية وبين المهتمين بالأحوال الصحية بأساليب العلاج القديمة أو ما يُطلق عليه الطب الشعبى ، وأصبح العالم كله يتجه إلى العودة إلى العناصر الطبيعية لعلاج الأمراض التى انتشرت انتشاراً واسعاً نتيجة التوسع فى استخدام الأدوية الحديثة التى لم تعرفها البشرية إلا منذ عهد قريب ، أما أجدادنا فقد استخدموا النباتات كمصدر أساسى وطبيعى لعلاج كل ما عرض لهم من الأمراض ، وأهم ما يُميز هذه النباتات الطبيعية أنها خالية تماماً من أى أعراض جانبية على جسد المستخدمين  لها ، مما جعل هذه العصور القديمة خالية من الأمراض المُستحدثة التى نتج أغلبها عن الأعراض الجانبية للأدوية الحديثة ومن قبل ذلك نتجت عن ما يُسمى مخالفة الفِطرة ومن ذلك معاقرة ما نهى الله عنه من أطعمة وأشربة وسلوكيات مدمرة لصحة البشر .
 

    ولو عدنا لعلم الأدوية والصيدلة لوجدنا بوضوح أن الكثير من أنواع الدواء التى يتداولها الناس ليست إلا مستخلصات من النباتات والأعشاب الطبيعية ولكن مضافاً إليها بعض الإضافات الكيميائية التى هى فى الحقيقة تضر أكثر مما تنفع ، وكم سمعنا جميعاً عن أدوية نالت من الشهرة الواسعة مالا يعلمه إلا الله ثم يخرجون علينا معلنين أن هذه الأدوية الشهيرة ضارة بالصحة ويُحذرون الناس من استعمالها ويسحبونها من الأسواق بعد ثبوت ضررها الشديد .
والمتأمل فى الطب الشعبى والعلاج بالنباتات الطبيعية لا يجد مثل هذه المشكلة أبداً فلم يثبت أبداً أن هناك وصفات طبيعية لها أضرار جسيمة على صحة الإنسان وتم منع تداولها واستخدامها بل على العكس فإن من ظلوا متمسكين باستخدام هذه الوسائل العلاجية القديمة حافظوا كثيراً على صحتهم وقلت لديهم نسبة انتشار الأمراض المُستحدثة التى لم يكن يسمع عنها أجدادنا من قبل .
 

    وبعد أن تم عزل معظم الناس عن استخدام الأعشاب والنباتات كوسيلة مثالية لعلاج الأمراض أصبحت أسماء هذه الأعشاب مجهولة لمعظم الناس بل لقد ضاعت الخبرات التراكمية لدى معظم المتعاطين للعلاج بالأعشاب والنباتات الطبيعية ، وقد كان لشركات أو فلنقل مافيا صناعة الدواء فى العالم الدور الأكبر فى إبعاد الناس عن مجال التداوى بالأعشاب مما حقق لهم ملايين المليارات خاصة بعد أن تضاعفت أدواء وأمراض البشرية بسبب ما يتعاطونه من سموم كيميائية يطلقون عليها اسم الدواء .

    ولا تزال بعض البلدان حتى يومنا هذا تستخدم الأعشاب والنباتات الطبيعية للتداوى بنسبة كبيرة جداً .. تلك البلدان مثل الصين والقارة الهندية عموماً  ففى مثل هذه البلدان لا يزال هناك العديد والعديد من المتخصصين البارعين فى هذا العلم العظيم – علم التداوى والعلاج باستخدام الأعشاب والنباتات الطبيعية – وهم يتوارثون هذا العلم كابراً عن كابر وابناً عن أبٍ عن جدٍ مما ينتج عنه تراكم للخبرات وتناميها وتطويرها ، وذلك مما جعل لها دوراً بارزاً عظيماً فى علاج العديد من الأمراض .
وسنحاول فى هذه المُدونة المباركة أن نجمع ونحفظ هذا العلم بعد تجميعه وصياغته من المصادر القديمة والمتوسطة والحديثة مع الاستفادة من تجارب الآخرين المُستخدمين لهذا العلم حالياً ، محاولين خلال ذلك تبسيط هذا العلم ليكون فى مُتناول الجميع كى تعم الفائدة الناس جميعاً سائلين المولى عز وجل الذى ( لا شفاء إلا شفاؤه ) أن يُنعِمَ علينا وعلى كل المرضى بالشفاء العاجل التام ، شفاءً لا يُغادِرُ سَقماً .
 

    وعلى أراضى جزيرة العرب عرف العرب من قديم الزمان التداوى بالأعشاب وقد كان أطباء العرب قديماً موقنين بأنه ليس هناك مرض لا يوجد له دواء فى ما خلق الله لنا من النباتات والأعشاب مما تُخرجه لنا الأرض وقد تطور هذا العلم حتى صار معروفاً فى بلادنا العربية باسم الطب الشعبى  .
   وقد ذاع صيت الأطباء العرب فى جميع أنحاء العالم خاصة فى إبان العصر الذهبى للطب الإسلامى الذى كان نتاجاً للتطوير المستمر للطب الشعبى منذ العصور الوسطى ومخطوطات هؤلاء العلماء تملأ خزائن المكتبات فى جميع أنحاء المعمورة ، وساعد على نشر هذا العلم انتشار المسلمين فى بلاد الدنيا داعين إلى دين الله ومعهم هذا العلم الجليل للتداوى بالأعشاب ومعهم العلم الجليل الذى ورثوه من الطبيب الأعظم والنبى الخاتم صلى الله عليه وسلم .
    وتمتلك الدول العربية ثروة طبيعية من الأعشاب العطرية والطبية ، نظراً لامتداد رقعة هذه الدول واعتدال الطقس فيها وتنوعه ، وقد سجل قدماء المصريين فى بردياتهم الكثير والكثير عن هذه النباتات والأعشاب ، وفيما يبدو أن هؤلاء القدماء وصلوا إلى درجة من العلم فى هذه الصناعة لا يمكن أبداً أن نتصورها أو نحيط بمداها وليتنا ورثنا هذا العلم كاملاً ولم نضيعه فلو حدث لكنا سادة العالم بحق واقتدار ، وبلادنا العربية رغم إهمال شعوبها لهذا العلم ، فلا تزال أسواقنا العربية تعج بتجار العطارة والأعشاب والبذور وغيرها مما يُستخدم فى  التداوى مُستعينين فى ذلك بالمؤلفات والموسوعات الطبية القديمة أمثال موسوعة ابن سينا وتذكرة داوود ومؤلفات مثل مؤلفات ابن البيطار والرازى وغيرها من المؤلفات القيمة .

تجدون لدينا كل ما يمكن تصوره أو لا يمكن تصوره من وصفات لعلاج جميع الأمراض بالطب النبوى والأعشاب
 01098502694   -   01111785035

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق